aton

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تراث الانسانية


    الانتحار فى الإسلام

    avatar
    رضا البطاوى
    فعال
    فعال


    ذكر
    عدد الرسائل : 4101
    العمر : 56
    تاريخ التسجيل : 26/01/2010

    الانتحار فى الإسلام Empty الانتحار فى الإسلام

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الأربعاء 4 أكتوبر 2017 - 17:58

    الانتحار فى الإسلام
    تطلق كلمة الانتحار على قيام الإنسان بقتل نفسه والمشهور هو :
    حرمة الانتحار
    الانتحار ذكر فى المصحف والغريب أن ما ورد فى القرآن يخالف هذا الرأى المشهور والشائع ليس فى الإسلام فقط ولكن فى كثير من الأديان كالنصرانية
    الأمر بالانتحار كتوبة :
    أمر الله من عبدوا العجل من بنى إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم والمراد أن يذبحوا أنفسهم حتى يتوب الله عليهم من ذنب عبادة العجل الذهبى الذى اخترعه السامرى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة:
    "وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم"
    وهذا يعنى أن طريقة التوبة أى التطهر من عبادة العجل هى قتل القوم لأنفسهم وليس هناك أفضل من هذه التوبة حيث يدخل فاعلها الجنة بعد موته مباشرة وقد بين الله للقوم أنه تاب عليهم أى غفر لهم ذنبهم بأنه خفف حكم التوبة عن طريق القتل للتوبة عن طريق الاستغفار فاستغفروا لذنبهم والله هو التواب أى قابل التوب أى الاستغفار وهو الرحيم أى النافع للمستغفرين
    لو كتب الانتحار على الناس:
    قال تعالى بسورة النساء:
    "ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا"وضح الله هنا أنه لو كتب أى فرض على الناس أن اقتلوا أنفسكم والمراد أن اذبحوا ذواتكم أو فرض عليهم أن اخرجوا من دياركم والمراد أن اتركوا بيوتكم فستكون النتيجة هى :
    أن القليل من الناس هم الذين سيفعلون ويعملون فرض الله ووضح الله أن الناس لو فعلوا أى أطاعوا الذى يوعظون به وهو ما يؤمرون به فى الوحى لكان خيرا لهم أى أشد تثبيتا والمراد أحسن ثوابا أى أفضل أجرا
    والمستفاد من القول هو أن الانتحار المأمور به من الله لن يفعله سوى القلة العاقلة من الناس لكونه طاعة تؤدى لدخول الجنة مباشرة
    هل انتحر يونس (ص)؟
    خرج يونس (ص)من بلدته مغاضبا حيث ظنا سيئا فى الله وهو أنه لن يقدر عليه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء:
    "وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه "فهنا وضح الله لنا أن ذا النون وهو يونس صاحب الحوت (ص)قد ذهب مغاضبا والمراد قد خرج ثائرا فظن أن لن نقدر عليه أى فاعتقد أن لن نستطيعه والمراد فاعتقد أن لن نعاقبه على غضبه وظنه الخاطىء ونتيجة لهذا الظن ذهب إلى الساحل فركب فى الفلك المشحون ونتيجة ظروف معينة فى البحر تطلب من ركاب السفينة لكى ينجو الكثير منهم من الغرق أن يرمى بعضهم نفسه فى البحر فأجريت مساهمة والمراد قرعة كانت نتيجتها هى أن يرمى يونس(ص) نفسه فى البحر هو والبعض وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات:
    "وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين فالتقمه الحوت وهو مليم "
    الفعل هنا وهو الارتماء فى البحر قفزا من السفينة يبدو أنه انتحار والمراد إقدام على شىء يسبب الموت ولكن السؤال :
    هل كان هذا القفز برغبته أى بإرادته أو أمر خارج عن إرادته اضطرته إليه القرعة أى المساهمة ؟
    بالقطع كان أمرا اضطراريا أدت له القرعة ومن ثم لم يكن القفز من السفينة للبحر انتحارا ولكنه بتعبيرنا تضحية عن الآخرين فمن قفزوا من السفينة ضحوا بأنفسهم كى يعيش بقية الركاب
    الانتحار فى الأحاديث:
    5778 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَهْوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ ، يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَسَمُّهُ فِى يَدِهِ ، يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ ، فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ ، يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا » . طرفه 1365 - تحفة 12394 - 181/7 صحيح البخارى
    313 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ قَالاَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ». صحيح مسلم
    3874 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ حَسَا سُمًّا فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ». سنن أبو داود
    2178 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أُرَاهُ رَفَعَهُ قَالَ « مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا أَبَدًا ».سنن الترمذى
    2179 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِسُمٍّ فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَرَدَّى فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ». سنن الترمذى
    1977 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِى نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِى يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ - ثُمَّ انْقَطَعَ عَلَىَّ شَىْءٌ خَالِدٌ يَقُولُ - كَانَتْ حَدِيدَتُهُ فِى يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِى بَطْنِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ».سنن النسائى
    3588 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ شَرِبَ سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِى نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ». سنن ابن ماجة
    الملاحظ فى تلك الروايات التالى :
    -أنها اقتصرت على ثلاث أنواع من الانتحار وكلام الوحى يكون عاما أو مفصلا لكل الحالات وليس مجرد ذكر لثلاث طرق
    -أنها خالفت المصحف فى أن لا شىء يأتى مع الإنسان من دنياه فى الآخرة فهو يأتى فردا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام
    "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة "
    ومن ثم لا يوجد سم فى النار كسم الدنيا
    - أنها خالفت المصحف فى أنه لا يوجد جبال فى الآخرة لأن الجبال يتم نسفها نسفا كما قال تعالى بسورة طه:
    "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا "
    -أن المصحف لا يوجد فيه وسائل التعذيب المذكورة فى أى حدبث
    الانتحار حلالا وحراما :
    بين الله أنواع من الانتحار مباحة وهو الانتحار كتوبة أو طاعة لأمر الله كما بين قاعدة الحساب وهى :
    الحساب على النية وهى تعمد القلب فقال بسورة الأحزاب:
    "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم"
    وطبقا لهذه القاعدة التى يحاسب بها الله الناس فإن كثير من عمليات الانتحار ليس سوى أخطاء غير متعمدة فالمنتحر غالبا لا يضع فى عقله أنه يائس من رحمة الله وإنما هو يظن أن خلاصه من متاعبه يكون بموته لأنه عاجز عن إزالة تلك المتاعب
    بالقطع ليس هذا إباحة للانتحار فهو فعل خاطىء ما دام القلب لم يتعمده ومن ثم فليس كل منتحر فى النار
    6047 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ فَهْوَ كَمَا قَالَ ، وَلَيْسَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَذْرٌ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَىْءٍ فِى الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهْوَ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهْوَ كَقَتْلِهِ » . أطرافه 1363 ، 4171 ، 4843 ، 6105 ، 6652 - تحفة 2062 - 19/8 صحيح البخارى
    315 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَّمِ بْنِ أَبِى سَلاَّمٍ الدِّمَشْقِىُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى كَثِيرٍ أَنَّ أَبَا قِلاَبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ ثَابِتَ بْنَ الضَّحَّاكِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ بِمِلَّةٍ غَيْرِ الإِسْلاَمِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَىْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِى شَىْءٍ لاَ يَمْلِكُهُ ».صحيح مسلم
    الخطأ المشترك أن مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَىْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة وبالقطع ليس كل وسيلة قتل استعملت فى الدنيا تكون فى الآخرة كالأدوات التالية :
    الحبوب الدوائية
    المشنقة
    الجرعة الزائدة من المخدرات
    شم رش المواد المميتة كالمادة المسماة التوكسافين
    فتلك المواد تخالف المصحف فى أن لا شىء يأتى مع الإنسان من دنياه فى الآخرة فهو يأتى فردا وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام
    "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة"
    1365 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « الَّذِى يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِى النَّارِ ، وَالَّذِى يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِى النَّارِ » . طرفه 5778 - تحفة 13745 صحيح البخارى
    الخطأ خنق النفس وطعنها فى النار ونتيجة هذه الأفعال هى وما جاء فى الأحاديث السابقة هى الموت ولا موت فى النار فالكفار يطلبون الموت وهو القضاء عليهم فيكون الرد إنكم ماكثون أى إنكم باقون خالدون كما قال تعالى بسورة الزخرف:
    "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون"
    وفى الأحاديث التالية والسابقة نجد أن المنتحر يدخل النار ويعذب فيها :
    3463 - حَدَّثَنِى مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنِى حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِى هَذَا الْمَسْجِدِ ، وَمَا نَسِينَا مُنْذُ حَدَّثَنَا ، وَمَا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ جُنْدُبٌ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ ، فَجَزِعَ فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى بَادَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » . طرفه 1364 - تحفة 3254 - 208/4 صحيح البخارى
    2309 - حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلاَّمٍ الْكُوفِىُّ أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ أُتِىَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ. صحيح مسلم
    ويعتبر المنتحر كافر بدليل عدم الصلاة عليه كما فى الأحاديث التالية:
    3187 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُفَيْلٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ حَدَّثَنِى جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ مَرِضَ رَجُلٌ فَصِيحَ عَلَيْهِ فَجَاءَ جَارُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لَهُ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ. قَالَ « وَمَا يُدْرِيكَ ». قَالَ أَنَا رَأَيْتُهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ ». قَالَ فَرَجَعَ فَصِيحَ عَلَيْهِ فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ ». فَرَجَعَ فَصِيحَ عَلَيْهِ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبِرْهُ. فَقَالَ الرَّجُلُ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ. قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ الرَّجُلُ فَرَآهُ قَدْ نَحَرَ نَفْسَهُ بِمِشْقَصٍ مَعَهُ فَانْطَلَقَ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَقَالَ « مَا يُدْرِيكَ ». قَالَ رَأَيْتُهُ يَنْحَرُ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ مَعَهُ. قَالَ « أَنْتَ رَأَيْتَهُ ». قَالَ نَعَمْ . قَالَ « إِذًا لاَ أُصَلِّى عَلَيْهِ ».سنن أبى داود
    1976 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا سِمَاكٌ عَنِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَّا أَنَا فَلاَ أُصَلِّى عَلَيْهِ ». سنن النسائى
    1364 - وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا جُنْدَبٌ - رضى الله عنه - فِى هَذَا الْمَسْجِدِ فَمَا نَسِينَا ، وَمَا نَخَافُ أَنْ يَكْذِبَ جُنْدَبٌ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ اللَّهُ بَدَرَنِى عَبْدِى بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » . طرفه 3463 - تحفة 3254 - 121/2 صحيح البخارى
    ومع كل الأحاديث السابقة نجد حديثا مخالفا يناقضها وهو حديث أدخل المنتحر الجنة ومن ثم فهو مسلم وهو الحديث التالى :
    326 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ الطُّفَيْلَ بْنَ عَمْرٍو الدَّوْسِىَّ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِى حِصْنٍ حَصِينٍ وَمَنَعَةٍ - قَالَ حِصْنٌ كَانَ لِدَوْسٍ فِى الْجَاهِلِيَّةِ - فَأَبَى ذَلِكَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- لِلَّذِى ذَخَرَ اللَّهُ لِلأَنْصَارِ فَلَمَّا هَاجَرَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى الْمَدِينَةِ هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو وَهَاجَرَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ فَمَرِضَ فَجَزِعَ فَأَخَذَ مَشَاقِصَ لَهُ فَقَطَعَ بِهَا بَرَاجِمَهُ فَشَخَبَتْ يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ فَرَآهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِى مَنَامِهِ فَرَآهُ وَهَيْئَتُهُ حَسَنَةٌ وَرَآهُ مُغَطِّيًا يَدَيْهِ فَقَالَ لَهُ مَا صَنَعَ بِكَ رَبُّكَ فَقَالَ غَفَرَ لِى بِهِجْرَتِى إِلَى نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ مَا لِى أَرَاكَ مُغَطِّيًا يَدَيْكَ قَالَ قِيلَ لِى لَنْ نُصْلِحَ مِنْكَ مَا أَفْسَدْتَ.فَقَصَّهَا الطُّفَيْلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ » صحيح مسلم
    هذا التناقض يؤكد أن الانتحار ليس أصحابه كلهم فى النار
    الانتحار نفسيا:
    الانتحار هو لحظة من اللحظات التى يفقد فيها الإنسان الأمل فى كل شىء فيرى نفسه عاجزا سواء كان عجزا عن تغيير الظلم أو الحالة الصحية أو المالية أو الفضيحة أو عن فهم العالم والكون والحياة......
    معظم المنتحرين لا يضعون فى أنفسهم فى تلك اللحظة أن الانتحار يأس من رحمة الله فكل ما يهمهم هو التخلص من شىء ما يتسبب فى ألم يظنون لا يتحملونه
    الانتحار السياسى:
    يطلق الانتحار السياسى على نوع معين من قتل النفس يقصد به إبلاغ رسالة سياسية للناس عن الظلم ومن أمثلته:
    قيام بعض الصينيين خاصة الكهنة بإحراق أنفسهم كنوع من الرفض للثورة الثقافية
    المنتحرون سياسيا أعمالهم لا تتسبب فى كثير من الأحوال فى تغيير شىء من الظلم السياسى ولكن بعض حالات الانتحار يوظفها البعض داخل النظام لاسقاط رءوس النظام سياسيا كما فى حالة بو عزيزى فى تونس فبو عزيزى لم يكن بانتحاره يريد إرسال رسالة سياسية وإنما الرجل كمعظم الناس البسطاء يكدحون من أجل لقمة عيشهم وفجأة وجد نفسه مجرما مقبوضا عليه لأنه يسعى لإعالة نفسه وأسرته بالحلال الذى يعتبره نظام الدولة جرما لأنه ليس معه رخصة أو يقف فى مكان غير مخصص للبيع
    هذا الأمر لم يكن السبب الأساسى فى انتحاره ولكن السبب هو أن تضربه امرأة تشغل وظيفة ضابط فى الشرطة وتضربه على غير جريمة ارتكبها ففى مجتمعاتنا التى يعتبرها البعض ذكورية لا يصح أن تضرب امرأة رجلا فهى كبيرة كبرى لأن ذلك يمثل ذلا ما بعده ذل والأدهى أنه يضرب على فعل خير وليس فعل شر
    وظف البعض فى تونس وهم الجيش وأنصار بورقيبة القدامى الحدث سياسيا للإطاحة ببن على وشاركهم فى ذلك المعارضة وهو ما أشعل الأجواء وعجل بسقوط بن على والغريب أن الشرطى بن على الذى أسقط رئيسه السابق بو رقيبة تسببت فى سقوطه شرطية دون قصد بضربها بو عزيزى
    الانتحار التفجيرى:
    يسمى البعض العمليات القتالية الذى يقوم فيها المقاتل بتفجير نفسه لكى يقتل بعض الأعداء بالدخول وسطهم عمليات انتحارية وبالقطع إذا كان المفجر مسلما فهذا ليس انتحارا فالانتحار أن تتخلص من حياتك نتيجة العجز وأما قتل بعض الأعداء فليس عجزا خاصة عندما يكون العدو أقوى بمرات فى السلاح والجنود وغيرها فالقصد من العملية هو نيل الجنة بالجهاد الذى هو قتل للعدو وقتل من العدو للمجاهد كما قال تعالى "وقاتلوا وقتلوا"
    العمليات الجهادية التى تسمى انتحارية والتى يقوم بها بعض أهل فلسطين أو غيرهم ليست محرمة حتى ولو كان بعض المقتولين من العدو مدنيين فالعدو لا يتورع عن قتل المدنيين بالقصف والضرب فهو من باب قوله تعالى بسورة النحل:
    "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"
    فلكى يتوقف العدو عن قتل المدنيين يجب أن يقتل بعضا من مدنييه
    الانتحار الفلسفى
    التعبير خاطىء ولكنه يطلق على عمليات انتحار البعض ممن يسمونهم مفكرين لعدم فهمهم للحياة والكون أو لأنهم يرونها نوع من العبث الذى لا يمكن لهم تحمله

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 27 نوفمبر 2024 - 19:36