aton

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تراث الانسانية


    هدف تربية الأطفال

    avatar
    رضا البطاوى
    فعال
    فعال


    ذكر
    عدد الرسائل : 4100
    العمر : 56
    تاريخ التسجيل : 26/01/2010

    هدف تربية الأطفال Empty هدف تربية الأطفال

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الثلاثاء 14 أغسطس 2018 - 16:37

    تربية الأطفال
    التربية من الربو وهو النمو أى الزيادة والتربية تنقسم لنوعين :
    الأول تربية البدن وهى تغذية وتدريب أعضاء الجسم
    الثانى تربية النفس وهى ما يسمى بالتعلم
    وفى التربية قال تعالى بسورة الإسراء:
    "وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
    التربية وهدفها:
    بين روسو المراد بالتربية وهى التغذية والتعلم فقال :
    "إن دراستنا الحقة هى دراسة البيئة الإنسانية وبهذا تكون التربية الحقة بالممارسة أكثر مما هى بالتلقين فالإنسان يبدأ التعلم حين يبدأ الحياة فتربيتنا تبدأ معنا ومعلمنا الأول هو حاضنتنا وكان الأقدمون يعنون بالتربية التغذية ولئن قال قائلون أن القابلة تخرج الطفل إلى النور فترضعه الحاضنة ويؤدبه المؤدب ويثقفه معلم المدرسة فهذا التفريق ساء استعماله وينبغى لخير الطفل أن يتولى قياده مرشد واحد لذا يجب أن نوسع أفقنا ونستهدف فى تلميذنا الإنسان المجرد المعرض لجميع عوارض الحياة البشرية ص32
    ونجد هنا الهدف من التربية دراسة البيئة الإنسانية والمراد التعامل مع الناس وهو تعريف ناقص فالهدف هو التعامل العادل مع البيئة كلها وليس مع الناس وحدهم
    كما نجد أمرا غريبا وهو أن يتولى قياد الطفل مرشد واحد وهو كلام غير معقول فلو افترضنا وجود هذا المعلم الذى يربى الطفل وحده فكيف سيرضعه هذا المعلم وهو ليس امرأة ومن سيدفع للمعلم أجر التربية ليلا ونهارا وكيف تكون تعاملات المعلم هل لا يتزوج هل لا ينجب أطفال حتى يربى هذا التلميذ ؟
    بالطبع حكاية المربى أى المعلم الواحد هى أمر غريب والرجل نفسه ناقض نفسه فيها فى عدة فقرات مثل تربية الأم بالرضاعة وغيرها فى قوله:
    "إن لهذه المٍسألة أهمية أكثر مما يظن فإن أردت أن يلتزم كل إنسان بواجباته الأولى فابدأ بالأمهات وستعجب للتغير الذى ينجم عن ذلك فهذا الحرمان من لبن الأم هو الأصل الذى نبعت منه كل الشرور إذ خمدت فى القلوب جذوة الفطرة وقلت فى البيوت نسمة الحيوية ومنظر الرضعاء لم يعد يجتذب الأزواج فلا آباء ولا أمهات ولا أطفال ولا إخوة ولا أخوات منذ انحل رباط الأسرة"ص37
    وقد بين روسو أن تعليم الطفل عمليا هى الطريقة الأفضل للتربية وإن كان العامة يرونها عملية خاطئة بقوله :
    وأسوأ ما فى هذه التربية الاستقلالية الأولى أن عقلاء الناس وحدهم هم الذين يقدرونها قدرها أما سواهم من الدهماء فلا يرون فى مثل ذلك الطفل إلا متشردا عديم التربية والمعلمون يفضلون كسب السمعة على حساب تكوين الطفل وكأن الطفل سلعة كل همهم منها الربح ص150
    ومن هنا نفهم أن هدف التربية عند المعلم بناء الطفل بناء سليما وليس مجرد الكسب من خلال تعليمه
    كما بين أن على المعلم أن يجعل التلميذ يدرس الطبيعة عمليا ويحل المسائل بمفرده ولا يتدخل إلا عند عجزه فقال :
    "إن الطفل الذى يقرأ لا يفكر فهو يقرأ فحسب إنه لا يتعلم حقا بل هو يحفظ ألفاظا فحسب اجعل تلميذك يتنبه لظاهرات الطبيعة وسرعان ما يصبح متطلعا يملؤه الفضول إليها ولكن إياك أن تتعجل اشباع هذا الفضول الذى أيقظته عنده بل ضع المسائل فى متناول يده ثم دعه يتول حل كل مسألة منها بنفسه إذ يجب ألا يعرف شيئا على أساس أنك قلته له أو لقنته إياه بل لأنه فهمه بنفسه إنه يجب أن يخترع العلم ويكتشفه لا أن يحفظه ص152
    ووضح روسو أن الهدف من التربية ليس حشو عقل التلميذ بالمعلومات وإنما تعريفه الأفكار الدقيقة الواضحة ليميز الصواب من الخطأ والحق من الباطل فقال :
    وتذكروا دائما أن هدفى من التعليم ليس الإكثار من المعلومات بل ألا أدع شيئا يتسرب إلى ذهن التلميذ سوى الأفكار الدقيقة الواضحة فليس يعنينى ألا يعرف شيئا ما دام لا يعرف شيئا خاطئا مغلوطا وليس همى أن أودع دماغه الحقائق إلا لحميه من الأخطاء التى كان حريا أن يتعلمها بدلا منها ص
    157

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 10:44