aton

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تراث الانسانية


    نقد كتاب فقه الاستنساخ البشري

    avatar
    رضا البطاوى
    فعال
    فعال


    ذكر
    عدد الرسائل : 4099
    العمر : 56
    تاريخ التسجيل : 26/01/2010

    نقد كتاب فقه الاستنساخ البشري Empty نقد كتاب فقه الاستنساخ البشري

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الثلاثاء 11 أغسطس 2020 - 7:15

    نقد كتاب فقه الاستنساخ البشري
    هذا الكتاب هو من وضع أسرة موقع الحكمة فيبدو أنهم حاوروا محمد سعيد الحكيم فى الموقع عن القضية فكان هذا الكتاب
    كان السؤال الأول :
    "حكم الاستنساخ البشري
    ((أولا: عن جواز أصل العملية أو عدمه شرعا لو تم تخليق إنسان بهذه الطريقة؟ وبأية شروط لو كانت؟))
    ج1/ الظاهر إباحة إنتاج الكائن الحي بهذه الطريقة أو غيرها مما يرجع إلى استخدام نواميس الكون التي أودعها الله تعالى فيه والتي يكون في استكشافها المزيد من معرفة آيات الله تعالى وعظيم قدرته ودقة صنعته، استزادة في تثبيت الحجة وتنبيها عل صدق الدعوة، كما قال عز من قال : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد).
    ولا يحرم من ذلك إلا ما كان عن طريق الزنى، ويلحق به على الأحوط وجوبا تلقيح بويضة المرأة بحيمن الرجل الأجنبي تلقيحا صناعيا خارج الرحم، بحيث ينتسب الكائن الحي لأبوين أجنبيين ليس بينهما سبب محلل للنكاح.
    أما ما عدا ذلك فلا يحرم في نفسه، إلا أن يقارن أمرا محرما كالنظر لما يحرم النظر إليه، ولمس ما يحرم لمسه، فيحرم ذلك الأمر."
    السؤال هنا عن شىء لم يحدث فى عالم البشرية ولن يحدث لأن أسرة الموقع عرقت العملية فقالت:
    "ومن هذه الحوادث ظهر في الغرب اكتشاف علمي كبير وعجيب قائم على أساس الاستنساخ الحيواني أي الحصول على نسخة طبق الأصل من الحيوان الموجود، وقد تمت التجربة بنجاح في بريطانيا باستنساخ نعجة سميت (دولي) مما أثار ضجة عالمية كبيرة وأوجدت ردود أفعال متباينة بين موافق ومخالف خاصة مع إمكان تطبيقها على الإنسان.
    تبدأ هذه العملية بانتزاع خلية جسمية لا جنسية من جسم الحيوان المطلوب استنساخه سواء كان ذكر أو أنثى (وفي مورد النعجة المذكورة تم أخذها من الضرع) ثم يتم بعد ذلك تفريغ الخلية من نواتها المشتملة بالطبع على (64) كرموسوم ثم بعد ذلك يتم وضع هذه النواة في بويضة أنثوية بعد تفريغها من نواتها الخاصة بها والتي كانت تشتمل على (32) كرموسوم وذلك في محيط غذائى خارج الرحم في المختبر، وبالتالي يصبح لدينا خلية نواتها من حيوان يحمل جميع صفاته الوراثية بعينها ومحيطها الغذائي (السيتوبلازم) من حيوان آخر وبما ان السائل السيتوبلازمي هو الذي يحدد مسير انقسام النواة، فسوف تبدأ النواة الضيفة بعد التحفيز الصناعي بالانقسام في اتجاه تكوين الجنين فتصبح في حكم النطفة، ثم يعاد حقن هذه النطفة المنقسمة إلى رحم أنثى حيوان حتى يستكمل هناك جنينا تاما يكون نسخة طبق الأصل من الحيوان صاحب النواة يحمل جميع صفاته الوراثية.
    وعلى الرغم من أن هذه العملية لم تطبق بعد على الإنسان إلا أن إمكانها موجود، ومن اجل الاستعداد لمثل هذا الاحتمال، فقد لاذ المسلمون إلى علمائهم يستفتونهم عن رأي الدين والشريعة في اصل شرعية هذه العمليه والموقف الشرعي في هذا الطفل الحاصل من هذه العملية والذي يعد نسخة طبق الأصل من صاحب النواة."
    والحكيم أجاب عن أن عملية تلقيح البويضة والحيوان المنوى خارج الرحم جائزة ما دامت من الزوجين الحيين ولكن ما حكته الأسرة مختلف عن إجابة السؤال
    الاستنساخ لا يمكن حدوثه لأن الله بين طريقة خلق الناس وهو نطف المنى فقال :
    "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى"
    وقال:
    "نحن خلقناكم فلولا تصدقون أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون"
    وقال :
    "أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى"
    وقال:
    "خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين"
    والمطلوب منا أن نكذب كلام الله ونصدق كلام بشر كاذب والغريب أن الحكيم رفض نسبة المستنسخ المزعوم لأب لأنه ليس من المنى فقال فى ققرة قادمة:
    " وذلك يكشف عن أن معيار بنوة شخص لآخر ليس هو خلقته من جزء منه، بل خلقته من منيه كما ذكرنا"
    وبعد انتشار أمر الاستنساخ نجد أن الاشاعة بعد اشتهارها تم نسيانها ولم تعد تذكر وكأن هناك من يدير مثل تلك الأمور لشغل الناس وكأن هناك مشكلة
    لا يعدو الاستنساخ سوى أن يكون مجرد خدعة لكى يدفع العقماء والعقيمات أموالهم للنصابين الذين يزعمون قدرتهم على جعلهم ينجبون خاصة فى حالات الحيوانات المنوية الضعيفة أو البويضات المريضة
    خدعة كخدعة السفر للفضاء والاقامة فى فنادق خمسة نجوم وعلى المخدوعين دفع الثمن للنصابين الذين يبيعون الوهم
    وأشار الحكيم لورود استفتاءات حول الموضوع فقال :
    "وقد سبق أن وردنا استفتاء حول هذا الموضوع من بعض الاخوة الذين يعيشون في بريطانيا، عند قيام الضجة الإعلامية العالمية حوله بين مؤيد ومعارض، وقد أشير فيه لبعض الأمور التي سبقت كمحاذير يتوهم منها التحريم وهي:
    1 ـ إنتاج الكائن الحي خارج نطاق الأسرة:
    ولم يتضح الوجه في التحريم من أجل ذلك، حيث لا دليل في الشريعة على حصر مسار الإنسان في انتاجه بسلوكه الطرق الطبيعية المألوفة، بل رقي الإنسان إنما هو باستحداث الطرق الأخرى واستخدام نواميس الكون المودعة فيه التي يطلعه الله عليها بالبحث والاجتهاد، والاستزاده في طرق المعرفة، كما لا دليل على حصر انتاج الانسان وفي ضمن نطاق الأسرة، ولا سيما بعد خلق الإنسان الأول من طين، ثم خلق نبي الله عيسى (ص) من غير أب، وخلق ناقة صالح وفصيلها على نحو ذلك كما تضمنته الروايات."
    هنا أدخلنا الحكيم فى متاهة حيث يشبه الآيات وهى معجزات خلق آدم(ص) من غير أب وأم وعيسى (ص)من أب بخديعة الاستنساخ وهى أمور خادعة فالمعجزات مختلقة تماما عن الخديعة فلا يوجد شىء اسمه صورة طبق الأصل كما لا يوجد شىء اسمه الإنجاب عن طريق خلية جذعية المطلوب دليل حى على هذا الخيل وهو شىء لم يحدث حتى الآن ولن يحدث والغريب أن التجارب الخداعية كلها تم الإعلان عن موت نواتجها وهو كلام للتهرب من إثبات الخديعة
    وقال الحكيم:
    "2 ـ إن هذه العملية تسبب مشاكل أخلاقية كبيرة، إذ من الممكن أن يستخدمها المجرمون للهروب من العدالة.
    وهذا كسابقه لا يقتضي التحريم، فإن الإجرام وإن كان محرما إلا أن فعل ما قد يستغله المجرم ليس محرما، وما أكثر ما يقوم العالم اليوم بإنتاج وسائل يستخدمها المجرمون وتنفعهم هذه العملية، ولم يحطر ببال أحد تحريمها.
    وربما كان انتفاع المجرمين بمثل عملية التجميل أكثر من انتفاعهم بهذه العملية، فهل تحرم عملية التجميل لذلك؟!
    وفي الحقيقة أن ترتب النتائج الحسنة أو السيئة على مستجدات الحضارة المعاصرة تابع للمجتمع الذي نعيش فيه ويستغلها، فإذا كان مجتمعا ماديا حيوانيا كانت النتائج إجرامية مريعة، كما نلمسه اليوم في نتائج كثير من هذه المستجدات في المجتمعات المتحضرة المعاصرة."
    والرجل أدخلنا فى متاهة أخرى وهى استغلال الاستنساخ فى تهرب المجرمين من العدالة وهو كلام لا علاقة له بالاستنساخ لأنه يتحدث عن عمليات التجميل وهى أمر مختلف
    الاستنساخ الكذبة كأنه صورة يتم طباعتها عدة مرات كأن الإنسان النسخة المزعومة هو صورة طبق الأصل ولكت لا يوجد شىء اسمه النسخة فى الناس لأنها حتى لو تشابهت الصور الجسمية فالنفوس مختلفة وكل واحد له عقل مختلف فى يمكن إنتاج الناس كآلات فلو افترضنا حدوث الأمر وهو لن يحدث أبدا لأنه مجرد خيال كاذب لا يمكن تسميته بالخيال العلمى فالله يحاسب كل نفس على فعلها كما قال " كل نفس بما كسبت رهينة "
    ومن ثم لا يمكن أن تتشابه النفوس تماما فتكون أفعالها وكلامها واحد
    وقال :
    "3 ـ إن نجاح هذه العملية قد تسبقه تجارب فاشلة تفسد فيها البويضة قبل أن تنتج الكائن الحي المطلوب.
    فإن كان المراد بذلك أن إنتاج الكائن الحي لما كان معرضا للفشل كان محرما لأنه يستتبع قتل البويضة المهيأة لها وهو محرم كإسقاط الجنين.
    فالجواب: إن المحرم عملية قتل الكائن الحي المحترم الدم، أو قتل البويضة الملقحة التي هي في الطريق إلى الحياة، وذلك بمثل تعمد الإسقاط، وليس المحرم على المكلف عملية إنتاج كائن حي يموت قبل إن يستكمل شروط الحياة من دون أن يكون له يد في موته فيجوز للإنسان أن يتصل بزوجته جنسيا إذا كانت مهيأة للحمل، وإن كان الحمل معرضا للسقوط نتيجة عدم استكمال شروط الحياة له، بسبب قصور الحيمن أو البويضة، أو عدم تهيؤ الظرف المناسب لاستكمال الجنين نموه وكسبه للحياة وعلى كل حال لا نرى مانعا من العملية المذكورة، إلا أن تتوقف على محرم كالنظر لما يحرم النظر إليه ولمس ما يحرم لمسه وغير ذلك."
    الحديث هنا يدل حديث بعيد عن الاستنساخ المزعوم ثم كان الحديث عن أمور متصلة بالاستنساخ فقال :
    "صاحب الخلية المستنسخ:
    ((ثانيا: إذا كان من خلق بهذه الطريقة ـ إنسانا ـ فما هو نسبته للشخص الذي انتزعت منه الخلية امرأة كان أو رجلا...))
    ج2/ إذا كان إنتاجه بالوجه السابق فليس له أب قطعا، لأن النسبة للأب تابعة عرفا لتكون الكائن الحي من حيمنه بعد اتحاده مع البويضة، كما يشير إليه قوله تعالى: (ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين). ولا دخل للحيمن هنا بل للخلية المأخوذة من الجسد وخصوصا إذا كانت الخلية مأخوذة من جسد المرأة، حيث لا معنى لكونها أبا للإنسان المذكور، وقد ورد في نصوص كثيرة أن الله تعالى خلق حواء من ضلع آدم، وبغض النظر عن صحة النصوص المذكورة والبناء على مضمونها فإنه لم يتوهم أحد أن مقتضى هذه النصوص كون حواء بنتا لآدم، وذلك يكشف عن أن معيار بنوة شخص لآخر ليس هو خلقته من جزء منه، بل خلقته من منيه كما ذكرنا، وأما النسبة للأم فهي تابعة لتكون الكائن الحي من بويضتها، وهو هنا لا يتكون من تمام بويضتها بل من بعضها بعد تفريغها من نواتها، ومن ثم يشكل نسبته لها.
    نعم، يصعب الجزم بعدمه. كما لا مجال للبناء على أنه أخ لصاحب الخلية أو البويضة بعد أن كان الأخ هو الذي يشارك أخاه في أحد الأبوين وليس المعيار حمل الخصائص الحياتية والوراثية لعدم دخله في الانتساب عرفا.
    والمرجع في ضابط الانتساب هو العرف لا غير، وعليه عول الشارع الأقدس في ترتيب الأحكام حسبما نستفيده من الأدلة الشرعية ولنفترض أن توصل العلم الحديث إلى اكتشاف ناموس يتيسر به تحويل خلية حيوانية أو نباتية ببعض التعديلات إلى إنسان مشابه لإنسان مخلوق بالطريق الاعتيادي في الخصائص الحياتية والوراثية، فهل يمكن أن نحكم بحصول علاقة نسبية بينهما بمجرد ذلك من دون تحقق الضوابط النسبية العرفية المعهودة؟! لا ريب في عدم جواز ذلك، بل نحن ملزمون بتخطي التشابه المذكور وتجاهله، والحكم بأنهما أجنبيان، وهكذا الحال في المقام حيث يتعين كون الإنسان المذكور أجنبيا عن صاحب الخلية، وليس بينهما أي ارتباط أو عنوان نسبي."
    هنا الرجل يرفض ان يكون للمستنسخ أب لمخالفته للنص بكون المنسوب من المنى وليس من الجسد وكما قلنا أساسا لا وجود للمستنسخ ولكن الرجل يثير لنا مشكلة النسب قى تلك الحالة لو افترض وجودها ويغد هذا تحدث فقال :
    "التبعية الدينية
    ((ثالثا: ما هو حكمه من حيث تبعيته الدينية أثناء الطفولة، هل يعتبر مسلما أو كافرا؟ أم يكون نسبته طبقا لدين صاحب الخلية؟))
    ج3/ ما دام طفلا لا تمييز له يجري عليه حكم من هو تابع له في حياته بحيث يصير في حوزته، كما يتبع الطفل الأسير آسره، فإذا صار مميزا فهو محكوم بحكم الدين الذي يعتنقه، ولو فرض كفره لم يكن مرتدا حتى لو كان صاحب الخلية مسلما، لعدم كونه أبا له كما سبق."
    يفترض الحكيم هنا أن الطفل المستنسخ يكون دينه على دين من يعيش قى بيتهم وهو كلام خاطىء لأنه لا دين للأطفال فهم مجرد سفهاء أى مجانين يتم نضجهم عقليا بالتدريج فإذا بلغوا سن النكاح ورشدوا ساعتها يصح إطلاق عليهم لفظ مسلم أو كافر
    ثم تحدث عن النسب مرة اخرى فقال :
    "النسب
    ((رابعا :ما حكمه من حيث النسب:
    أ ـ فيما يتصل بالعاقلة أو لولاء ضامن الجريرة؟
    ب ـ هل يعتبر هاشميا لو أخذت الخلية من هاشمي حتى مع الحكم بعدم بنوته أو اخوته لصاحب الخلية؟))
    ج4/ لما كان الانتساب للعشيرة يتفرع على الانتساب للأب، فعدم انتساب الإنسان المذكور لصاحب الخلية بالبنوة وعدم أبوة صاحب الخلية له ـ كما سبق ـ يستلزم عدم انتسابه لعشيرة صاحب الخلية وعدم كونه هاشميا لو كان صاحب الخلية هاشميا مثلا، كما يتضح بملاحظة ما تقدم في الجواب السؤال الثاني، وعلى ذلك ليس له عاقلة بل ينحصر عقله بضامن الجريرة والإمام (عليه السلام) نعم حيث تقدم الشك في انتسابه لصاحبة البويضة يتعين الشك في انتسابه لمن ينتسب إليها مثل كونه سبطا لأبويها وكون اخوتها أخوالا له، ولا طريق للجزم بثبوت الانتساب المذكور ولا نفيه، ولا بثبوت آثاره ولا نفيها، بل يتعين الاحتياط في ترتيب الأحكام الشرعية المتعلقة بذلك."
    يكرر الرجل هنا نفس الكلام عن عدم نسبة المستنسخ لأب مهما كان المأخوذ منه الخلية الجذعية المزعومة ثم تحدث عن الحقوق الشرعية للمستنسخ فقال :
    ((خامسا :هل هناك حقوق تترتب شرعا بينه وبين صاحب الخلية؟))
    ج5/ لا حقوق بينهما لعدم النسبة بينهما، على ما تقدم في جواب السؤال الثاني."
    وقد بين أن لا حق للمستنسخ على المأخوذ منه الخلية فى النفقة والميراث وغيرهم وهو كلام نحتاجه فيما بعد ثم تكلم عن الزواج والعلاقات الاجتماعية فقال :
    ((سادسا: لو اعتبر بمنزلة الأجنبي، فما هو حكمه من حيث جواز زواجه ممن لو كان ابنا أو أخا لصاحب الخلية لكان من المحرمات بالنسبة له؟))
    ج6/ مقتضى ما تقدم عدم المحرمية بين الإنسان المذكور وصاحب الخلية، فضلا عمن يتصل به كأبيه وأخيه وابنه. نعم، قد يظهر من بعض النصوص الواردة في بدء التكوين استنكار نكاح الإنسان لما يتكون من بعضه، والنص المذكور وإن كان ضعيفا سندا إلا أن المرتكزات الشرعية قد تؤيده من دون أن تنهض حجة قاطعة تسوغ الفتوى بالتحريم، ومن ثم قد يلزم الاحتياط بتجنب النكاح بينه وبين المرتبطين بصاحب الخلية مثل أبيه وأبنه وأخيه، كما أن احتمال بنوته لصاحبة البويضة الذي ذكرناه آنفا ملزم بالاحتياط بعدم التناكح بينه وبينها، بل بينه وبين من يحرم بسببها على بنيها كأخيها وأختها وابنها وبنتها ونحوهم."
    الحكيم هنا أدخلنا فى متاهة أخرى بسبب افتراضاته التى ستجعل الحياة قيما بعد خارجة عن الشرع
    ثم تكلم عن ملكية الحيوان المستنسخ فقال :
    ((سابعا: ما هو حكم الحيوان المخلوق بهذه الطريقة من حيث عائديته أو ملكيته، هل يعود لمالك الحيوان الذي انتزعت منه البويضة أو الخلية؟ أو هو للقائم بعملية التخليق؟...))
    ج7/ يعود الحيوان طبعا لمالك الحيوان الذي انتزعت منه الخلية، لأن نمو الجسم المملوك تابع له، وإذا نما الجسم لم يخرج عن ملك مالكه سواء كان مع حفظ الصورة النوعية كنمو فرخ الحيوان حتى يكبر أم مع تبديلها، كنمو الحب حتى يصير شجرة، ونمو البرعم حتى يكون في نهاية الأمر ثمرة. وذلك من الأحكام العرفية الارتكازية التي تحمل عليها الإطلاقات المقامية، وعلى ذلك جرى الفقهاء فحكموا بأنه لو غصب شخص حبا فزرعه صار الزرع لمالك الحب لا للغاصب. هذا كله إذا أخذت الخلية من غير إذن مالك الحيوان، أما إذا أخذت بإذنه فالمتبع هو نحو الاتفاق حين الإذن بين صاحب الحيوان والآخذ."
    الحكيم هنا يعتبر المستنسخ ملكية خاصة للمأخوذ منه الخلية ومن ثم فلو طبقنا النصوص على المستنسخ لوجب حسب كلام الحكيم تسميته مولى بنى فلان لكون عبد أى ملك خاص له كما قال تعالى" ادعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم فى الدين ومواليكم"
    ثم تحدث عن بعض الافتراضات فى عمليات الاستنساخ كعمليات إنتاج دم حيوانى مشابه لدم الإنسان فقال :
    ((ثامنا: ما هو حكم لحم ولبن الحيوان الذي تصرفوا في هندسته الوراثية حتى أصبح دمه مشابها لدم الإنسان وما هو حكم الدم المتخلف من هذا الحيوان لو ذكي؟))
    ج8/ أما لحم الحيوان ولبنه فهو بحكم لحم ولبن مماثله، مما يندرج في نوعه عرفا، كالغنم والبقر والقطة والكلب والإنسان، لدخوله في أدلة أحكام لبن ولحم ذلك الحيوان، فما دل على حلية لحم ولبن الغنم مثلا يدل على حلية لحم ولبن الغنم الذي تصرفوا في هندسته الوراثية، لأنه من أفراده عرفا. ومجرد مشابهة دمه لدم الإنسان لا يخرجه عن موضوع تلك الأدلة.
    وأما الدم المتخلف من هذا الحيوان لو ذكي فهو طاهر لما دل على طهارة الدم المتخلف في الذبيحة، لعدم النظر في ذلك الدليل لتركيبة الدم وعناصره على أنه لو فرض قصور ذلك الدليل كفى أصل الطهارة في البناء على طهارة الدم المذكور، وأما ما دل على نجاسة دم الإنسان فهو مختص بالدم المتكون في جسد الإنسان، ولا يعم كل دم مشابه لدم الإنسان في عناصره وبعبارة أخرى: أن نسبة الدم لصاحبه عرفا على أساس تكونه فيه، لا على أساس حمله لعناصر دمه."
    وبالقطع هذا لم يحدث ولن يحدث فما زال الدم البشرى هو البديل للدم البشرى وفشلت تجارب الدم الحيوانى ولو افترضنا صحة الافتراض فالدم سيكون دما عاديا لحرمة فيع كأى علاج مأخوذ من حيوان أو نبات أو غير هذا
    ثم تكلم عن استنساخ أعضاء الإنسان فقال :
    ((تاسعا: يجري الحديث عن إمكانية استنساخ بعض أعضاء الإنسان في المختبر وحفظها كاحتياطي له أو لأي شخص آخر عند الحاجة إليها، فهل يجوز ذلك؟ وهل يشمل الجواز الأعضاء التناسلية أو لا يجوز باعتبار أنها منسوبة للشخص فيحرم كشفها مثلا؟ وكذلك بالنسبة لاستنساخ الدماغ هل هو جائز؟ علما انه هناك دراسة عملية حول الموضوع، يراد بحث الجانب الفقهي فيه.))
    ج9/ يجوز ذلك بأجمعه حتى في الأعضاء التناسلية، ويجوز النظر إليها لعدم كون نسبتها على حد النسبة التي هي المعيار في التحريم، فإن النسبة التي هي المعيار في التحريم في نسبة الاختصاص الناشئة من كونها جزءا من بدن المرأة أو الرجل كيدهما ورجلهما، والمتيقن من الحرمة حينئذ حالة اتصالها بالبنت، أما مع انفصالها فلا تخلو الحرمة عن إشكال، أما نسبة الاختصاص في المقام فهي ناشئة من كون اصلها من خليته ولا دليل على كونها معيارا في الحرمة. والله سبحانه وتعالى العالم العاصم.ط
    الرجل هنا ايضا يتكلم عن اشياء افتراضية لم تحدث فالأعضاء التى تركب فى الإنسان حاليا إما أعضاء صناعية كالقلوب وإما أعضاء مأخوذة من متبرعين أحياء أو أموات ولا وجود للمستنخسات الوهمية حتى الآن
    وقد ختم الرجل كلامه بالتحذير من عمليات الاستنساخ فقال :
    "وفي ختام هذا الحديث بعد بيان الحكم الشرعي نحن نحذر من استغلال هذا الاكتشاف وغيره من مستجدات الحضارة المعاصرة فيما يضر البشرية ويعود عليها بالوبال، فإن الله عظمت آلاؤه خلق هذا الكون لخدمة الإنسان ولخيره، وكما قال عز من قائل: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) وقال تعالى: (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة). فلا ينبغي الخروج به عما أراده الله تعالى له، فنستحق بذلك خذلانه ونقمته، كما قال عز من قائل: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار).

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 13:52