aton

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تراث الانسانية


    قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء

    avatar
    رضا البطاوى
    فعال
    فعال


    ذكر
    عدد الرسائل : 4098
    العمر : 56
    تاريخ التسجيل : 26/01/2010

    قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء Empty قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء

    مُساهمة من طرف رضا البطاوى الأحد 13 يونيو 2021 - 6:42

    قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء
    المحاضرة التى تم تفريغها من إلقاء صادق الحسيني الشيرازي وفى مقدمته بين ادعاء البعض بافتراء النبى(ص) الوحى وان هذا محال فقال:
    "ذكرنا في المحاضرة السابقة أن بعض المشركين ادعي أن القرآن ليس من عند الله تعالي وأن النبي (ص)حاشاه جاء به من نفسه، فرد الله تعالي عليهم بهذه الآيات، وقلنا إنها من الآيات العجيبة في القرآن الكريم؛ لأن الله تعالي يتحدث فيها بشدة بالغة عن نبيه وحبيبه مع أنه من المحال أن يصدر عنه ذلك! فلم يقل الله تعالي مثلا: إن رسولنا صادق وأمين كما تعرفونه، فكما لا يكذب عليكم لا يكذب علي ربه، أو إن سبيله (ص)سبيل سائر الأنبياء، فلم يكذب علي ربه، بل قال إنه سيأخذه بهذه الشدة لو صدر منه أدني نسبة كذب حاشاه؛ وما ذلك إلا بيانا لعظمة أحكامه تعالي وعدم المحاباة فيها حتي مع أحب خلقه إليه"
    واستهل الشيرازى المحاضرة بذكر الآية التالية وتفسيرها فقال:
    "ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم قطعنا منه الوتين ما منكم من أحد عنه حاجزين?"
    تفسير مفردات الآية:
    في اللغة: ((قال عن فلان))، أي نقل عنه قولا، و «تقول عليه» أي نسب إليه قولا لم يقله
    إذن يكون تفسير قوله تعالي "ولو تقول علينا": لو أن هذا النبي نسب إلينا قولا لم نقله، وليس شرطا أن يكون تقوله كل القرآن، بل لو تقول علينا "بعض الأقاويل"، كأن يضيف آية واحدة مثلا علي آيات القرآن التي تعدادها ستة آلاف وستمئة وستة وستون آية لأخذنا منه باليمين": اليمين في اللغة: اليمن والبركة، والقوة والقدرة، واليد اليمني أيضا؛ وذلك لأن أكثر الناس يعتمدون علي هذه اليد، ففيها إذا اليمن والبركة أي استمرار الحياة، وفي هذه اليد القوة والنشاط والعمل والمقصود بالآية اليد اليمني والقدرة والسيطرة فيكون المعني: لو فعل ذلك إذا لأخذنا منه يمناه وسلبنا عنه قدرته وجردناه من قوته
    ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يقول تعالي بعد ذلك:
    " ثم لقطعنا منه الوتين" أي قطعنا شريان حياته فإن الوتين هو حبل الوريد الذي ورد في آية أخري في قوله تعالي: "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
    ولا يقف الأمر عند هذا الحد كذلك، بل يتعداه تعالي كما في تتمة قوله: " فما منكم من أحد عنه حاجزين": أي لو أننا أردنا أن نفعل ذلك مع أشرف الأنبياء فإن أيا منكم - أيها المسلمون، يا أمة رسول الله ويا من تعتزون به - لا يتمكن أن يدافع عنه أو يكون حاجزا يمنعنا عن إنزال هاتين العقوبتين به لماذا؟ لأن أحكام الله تعالي بهذه المثابة من الأهمية!
    التلاعب بأحكام الله من أكبر الكبائر"
    بين الشيرازى هنا أن عقاب النبى (ص) فى حلى الافتراء على الله هو شل يده وإن كان العقاب على الجريمة اللسانية يكون شل اللسان وأما الوتين فمعناه هنا الوحى فالله بعد ان يشل لسانه يمنع عنه نزول الوحى
    ثم حدثنا الشيرازى عن عقاب افتراء الناس على الله فقال:
    "إذا كان هذا جزاء رسول الله (ص)فيما لو تقول علي الله تعالي تري فما حال غيره من الناس؟!
    إذا كان رسول الله (ص)لا يستطيع أن يتصرف في أحكام الله تعالي، بل يكون مستحقا لهذه العقوبة الشديدة لو فعل ذلك مع أنه أشرف المخلوقات، فكيف الحال بغيره؟!
    نستنتج من هذا العرض المختصر أن أحكام الله هي أهم شيء عند الله تعالي، وأن التلاعب بها يعد أكبر جريمة عند الله كما عبر عنها القرآن الكريم وتهون عندها كل الجرائم والمعاصي إلا الشرك بالله تعالي! فمن أكبر الكبائر أن يقول شخص: إن هذا حلال وهذا حرام كذبا علي الله ومن دون علم"
    وانتهى الرجل إلى أن أحكام الله هي أهم شيء عند الله وكان على الشيرازى كما تحدث عن الآيات المنزلة فى افتراء النبى(ص) أن يتكلم عن الآيات المنزلة فى افتراء الناس كقوله تعالى:
    "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون"
    فهنا اعتبر الله المفترى هو الأظلم وتوعده بالعذاب
    ثم تناول الشيرازى أن الفقهاء يعملون عند الافتاء على بذل كل الجهد حتى تكون الفتوى موافقة لدين الله فقال:
    "الفقهاء لا يفتون إلا بعد استفراغ الجهد:
    إن من يراجع كتب الفقه يدرك هذه الحقيقة بجلاء فهناك علي سبيل المثال أخذ وشد طويل وعريض ونقاش حاد بين فقهاء الإسلام منذ أربعة عشر قرنا وحتي اليوم حيال الإفتاء طبق رواية أحد رواتها مجهول الحال فمثلا لو وردت رواية عن المعصوم عبر عشرة رواة كان تسعة منهم ثقات ولكن يقع في هذه السلسلة شخص واحد مجهول الحال أي لا يعلم حاله هل هو ثقة أم لا؛ هنا يتوقف الفقهاء في الإفتاء طبق هذه الرواية، لأنه لا يجوز القول إن حكم الله في مسألة هو كذا أو كذا دون دليل ومستند فإذا كان الأمر كذلك فهل يحق بعد ذلك لمن ليس اختصاصه الفقه أن يعطي رأيا في أحكام الله فيحلل ما يشاء ويحرم ما يشاء؟!
    لقد سمعت شخصيا من المرحوم الوالد أنه كانت هناك مسألة من مسائل الحج - لا يسعنا بيانها - وقعت مدارا للبحث بين مجموعة من المجتهدين، منهم مراجع للتقليد، وهم السيد الوالد نفسه والسيد آقا حسين القمي والشيخ محمد رضا الإصفهاني والسيد زين العابدين الكاشاني واستمر البحث لمدة ثلاثة أسابيع ولم يستطيعوا في نهاية المطاف أن يقطعوا فيها بالحرمة فأفتوا بالاحتياط؛ مع أنهم جمهرة من المجتهدين قضي كل منهم عشرات السنين من عمره حتي صار خبيرا في الفقه وصار استنباط الأحكام شغله واختصاصه، لكنهم مع ذلك توقفوا عندما أعوزهم الدليل ولم يتعجلوا في إصدار الحكم، فإن الجاهل وحده الذي يصدر الأحكام هكذا اعتباطا، أما المتخصص فهو يدرك أهمية الموضوع ولا يستهين بأحكام الله ويطلقها جزافا لأنه يعرف عظمتها وأنه سيكون مسؤولا أمام الله الذي تحدث عن نبيه بتلك الشدة، فقال: "ولو تقول علينا بعض الأقاويل "، فكيف بغيره من الخلق؟!"
    والاجتهاد فى ظل الروايات الكثيرة جدا الخاطئة وفى ظل الأسانيد هى السبب الرئيسى فى جال الفتوى واختلافها وتناقضها ولكن العالم هو من يستفرغ جهده مخلصا النية فى الفتوى وضرب الشيرازى مثالا بالمفيد فقال:
    "الشيخ المفيد مثالا للخوف من الفتيا:
    لقد كان الشيخ المفيد من كبار علماء الطائفة، عاش قبل أكثر من ألف عام في الغيبة الصغري للإمام الحجة ، وكان يحضر درسه في بغداد العلماء من مختلف الطوائف والملل من السنة والشيعة والنصاري واليهود والصابئة ورد في تاريخه أنه سئل يوما في حكم امرأة حامل ماتت والولد ينبض في رحمها، فقال: يشق الجانب الأيمن من البطن ويخرج الولد ثم تدفن الأم ثم تبين أنه أخطأ في جوابهم، فكان ينبغي أن يقول بشق الجانب الأيسر، فأسف علي إفتائه وقرر أن لا يفتي أحدا بعد ذلك فمع أنه لم يثبت من الناحية الطبية وجود فرق في شق بطن الحامل الميتة سواء كان من الجانب الأيمن أم الأيسر، ومع أن الشيخ المفيد لم يكن عامدا بل صدرت منه الفتوي بخلاف الحكم الشرعي خطأ، وكل الناس معرضون للخطأ إلا المعصومين، إلا أن الشيخ المفيد تألم إلي درجة بحيث قرر ترك الإفتاء خشية الوقوع في الخطأ ثانية والقول بما لم يحكم الله - وإن لم يكن عامدا - هذا والشيخ المفيد بلغ درجة من العلم والفضل بحيث كان مرجعا ليس للشيعة وحدهم بل كان يرجع إليه المسلمون وغيرهم وينهلون من نمير علمه ولقد نقل أن الإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف نعاه بنفسه عندما توفي وكتب علي قبره:
    لا صوت الناعي بفقدك إنه يوم علي آل الرسول عظيم
    عالم بهذه المنزلة يحذر من تكرر الخطأ منه فيجلس في بيته ويغلق عليه بابه ويقرر عدم الإفتاء، دون أن يجدي معه إصرار المراجعين، حتي بعث إليه علي ما ينقل - الإمام صاحب الزمان ، في أحد الأيام شخصا وقال له: يقول لك الإمام: أفد يا مفيد، منك الفتيا ومنا التسديد ثم اعلم أن الإمام بعثني علي الجماعة الذين استفتوك وقلت لهم: إن الشيخ يقول: "لقد أخطأت"، فشقوا البطن من الجانب الأيسرعندها أرسل الشيخ خلف الجماعة ليتأكد من الموضوع، فقال لهم: ماذا عملتم بالمرأة الحامل؟ قالوا: شققنا بطنها من الجانب الأيسر كما أخبرنا الشخص الذي أرسلته خلفنا بعد ذلك عاد الشيخ المفيد للإفتاء"
    طبعا ما ذكره الشيرازى من حكايات عن شق المرأة من الأيمن أو من الأيسر ليس فيه نص من رواية والشق من هنا أو هناك أو من غيرهما واجب طالما علمت حياة الجنين
    وحكاية عودة المفيد للإفتاء بعد رسالة من الغائب هو كلام غير معقول و خرافة من خرافات الكتب والتاريخ تتضمن مخالفة للوحى هى علم الغائب بالغيب رغم غيابه وهو أمره نفاه الله عن نبيه(ص) وعن غيره حيث أمره أن يقول " ولا أعلم الغيب" وبين الله أنه لا يعلم الغيب سواه فقال :
    "ولله غيب السموات والأرض"
    ثم حدثنا عن مسألة لا أصل لها فى كتاب الله وهى الشعائر الحسينية فقال:
    "العوام والإفتاء في الشعائر الحسينية!!
    إذا عرفنا هذا الاحتياط من العلماء في صدور الأحكام فلنلق نظرة علي واقعنا، وخاصة عندما يحل شهر محرم الحرام وذكري استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين تري العجب العجاب، في كثرة المتصدين للإفتاء من عوام الناس! فهذا يقول لبس السواد حرام، وذاك يقول بحرمة اللطم علي أبي عبد الله، وآخر يحرم التطبير، مع أن أحدا من المجتهدين لم يقل بحرمة أي من الشعائر الحسينية؛ لأن المجتهد لا يصدر الأحكام جزافا وبسرعة بل ربما أتعب ثلة من المجتهدين أنفسهم ثلاثة أسابيع - كما قلنا - دون أن يخرجوا بحكم قاطع في مسألة واكتفوا بالاحتياط، أما الجهلة من الناس فتراهم يتسرعون في إصدار أحكام ليس من شأنهم ولا من اختصاصهم دون أن يبالوا!
    فكيف يمكن أن يكون اللطم علي الإمام الحسين حراما وهذا هو الشاعر دعبل الخزاعي ينشد أشعارا في رثاء الإمام المظلوم بمحضر الإمام الرضا ويقول فيها:
    أفاطم لو خلت الحسين مجدلا وقد مات عطشانا بشط فرات
    إذا للطمت الخد فاطم عنده وأجريت دمع العين في الوجنات
    والإمام الرضا لا يرده بل يستزيده فهل يمكن أن ينسب دعبل الخزاعي عملا محرما إلي فاطمة الزهراء ويسكت الإمام الرضا عنه؟!
    ولقد سئل الإمام الصادق عن مسائل كهذه، فقال: وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات علي الحسين بن علي وعلي مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب ، فهل الفاطميات وزينب الكبري لا بل الإمام الصادق لا يعرفون الحرام، ويعرفه زيد من الناس أو عمرو؟
    وهكذا الحال مع لبس السواد علي سيد الشهداء فلقد فعله المعصومون
    اقرأ التاريخ ثم تكلم راجع كتب الفقهاء والرسائل العملية وبعد ذلك قل ما بدا لك
    فها هو كتاب جواهر الكلام ذو الأربعين مجلدا، هذا الكتاب الضخم الذي لا يذكر صاحبه - وهو بحر من العلم - مسألة إلا ويذكر دليلها، وأصحاب الاختصاص يعرفون الجواهر وصاحب الجواهر هذا الرجل يستدل علي مسألة واحدة في باب من أبواب الفقه عبر عشر صفحات من كتابه ثم يناقش الاستدلال ويرد ثم يقول أخيرا: لا يمكننا أن نفتي والاحتياط سبيل النجاة!
    تأمل جيدا: صاحب اختصاص يناقش مسألة في عشر صفحات ولا يقطع أخيرا، ثم يأتي رجل ليس بصاحب اختصاص وليس بمجتهد ويصدر حكما بسرعة، دون تفكير ودون دليل، ويقول لك إن العمل الفلاني حرام!
    والعجيب أنه عندما تأتي مناسبة استشهاد الإمام الحسين وينصب عزاؤه يصبح كل شيء حراما وكل الناس فقهاء!! مع أن أحدا من المجتهدين لم يفت بحرمة أي من شعائر أبي عبد الله
    إن الحكم بغير ما أنزل الله من أكبر الكبائر، حتي لقد تحدث الله عن رسوله وأحب الخلق إليه بتلك الصفة عندما تعلق الأمر بهذا الموضوع"
    قطعا لا يوجد فى الإسلام شىء اسمه الشعائر الحسينية فالموجود هو شعائر الله لأن الإسلام نزل واكتمل قبل أن يشب الحسين ويقتل بعشرات السنين فكيف يكون لتلك الشعائر ذكر والوحى انتهى نزوله قبل القتل بعشرات السنوات ؟
    وهو أمر غائب عن الفقهاء كما غاب عنهم أن البكاء واللطم وغير ذلك لا يفيد بشىء فالرجل حسب التاريخ قتل من قرون طويلة فلو كان البكاء واللطم والجرح يعيد ميتا أو يأتى بفائدة لكان واجبا ولكن ما يحدث هو خسائر من الجهات أجساد تجرح وعيون تمرض وتعب من المشى والحركة وملابس تلوث بالدماء فالشعائر هى خسائر جسدية ومالية ويجب أن ينتبه الناس من المستفيد من تلك الشعائر لأنهم يخسرون بينما يكسب أناس محددين من تلك مثلهم مثل ما يحدث فى الموالد إنها تجارة اخترعها أهل الضلال من التجار والأغنياء وساعدهم عليها الفقهاء بفتاويهم التى تبيح الأذى وهو الخسارة وهو الحرج وهو ما حرمه الله تعالى بقوله " وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
    السؤال الذى يجب أن يطرحه القوم على أنفسهم هل أفيد الحسين بالبكاء واللطم والجرح هل أستفيد شىء ؟
    السؤال التالى كيف أنصر الحسين ؟
    والإجابة إن نصر المظلوم يكون بنصره بإعادة حكم الله للوجود ولكن لا أحد يقيم حدود الله فى تلك المسألة أو غيرها فالمهرجون يريدون استمرار الجنون لأنه فى صالح مصالحهم المالية
    ثم حدثنا الشيرازى عن الفتاوي التي بها تحبس السماء ماءها فقال:
    "الفتاوي التي بها تحبس السماء ماءها
    تنازع رجلان في عهد الإمام الصادق عند أبي حنيفة في كراء حيث اكتري أحدهما فرسا من الثاني للذهاب إلي مكان للقاء صاحب له ولكنه عندما وصل إلي ذلك المكان لم يلق صاحبه لأنه كان قد ذهب إلي نقطة أبعد منها، فاستمر في مسيره قاصدا إياه حتي بلغه، وهنا طالب صاحب الفرس أجرا أكثر لقاء المسافة الزائدة، لكن المكتري اعترض بأن الكراء كان بهدف الوصول إلي الصاحب وإن زادت المسافة، وحكم أبو حنيفة لصالحه استنادا إلي قاعدة فقهية أخطأ في فهمها، وهي «الخراج بالضمان» ولم يرض المكاري وطلب الاحتكام إلي الإمام الصادق ورغم أن الخلاف كان في دراهم معدودة وأن أبا حنيفة أخطأ في فهم القاعدة وأن الإمام الصادق إمام معصوم وحفيد رسول الله فهو عنده علم رسول الله (ص) وكان أستاذا لأبي حنيفة، إلا أن الإمام لم يجب علي المسألة أولا بل قال قبل أن يجيب: بمثل هذا القضاء تحبس السماء ماءها وتمنع الأرض بركاتها
    أي أننا لو قلنا عن أمر إنه حرام مع أن الله لم يحرمه، أو إنه حلال وهو عند الله ليس بحلال، وكذا المكروه والمستحب والواجب فإن ذلك القول بغير ما أنزل الله يمنع الأمطار من النزول ويحبس بركات الأرض
    فلو سألك أحد: هل الشيء الفلاني حلال أم حرام؟ فلا تجبه من تلقاء نفسك بل سل مجتهدا وأعطه الجواب، فإن الله تعالي لم يجعل أحكامه بيد أي أحد، بل جعلها بيد نبيه (ص)وقال: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" "
    حكاية أبو حنيفة والصادق والمكارى هى حكاية من ضمن حكايات التخريف فأبو حنيفة رغم كون مذهبه سنى فإن بعض السنة يعتبرونه شيعى موالى لأهل البيت وكلام الخلافيات أنا أنكره كله فلم تحدث تلك الخلافيات لا فى عهد الصحابة المؤمنون برسالة محمد(ص) ولا فى الجبال التى تسمى التابعين والله بين أن الكفر وهو إضاعة الصلاة وهى الدين واتباع الشهوات وهى الكفر يحدث فى عهد الخلف وأقل ما يكون ذلك ثلاثة أو أربعة قرون من العدل تنقلب الدولة بعدها للكفر ولكن التاريخ الكاذب يبين أن الخلافيات ظهرت فى أول قرن وأن الدولة تحولت للكفر بعد اربعة عقود فقط والسحابة المؤمنون أحياء وفى هذا قال تعالى :
    "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
    ثم حكى الشيرازى حكاية لا يمكن تصديقها بناء على كتاب الله وهى علم الحسين بالغيب ممثلا فى قتله فقال :
    "لقد قتل الأنبياء والأولياء في سبيل أحكام الله تعالي، وأخبر الإمام الحسين أخاه محمد بن الحنفية - لما أراد ثنيه عن الخروج إلي كربلاء - أنه رأي جده (ص)في المنام، فقال له:
    يا حسين اخرج فإن الله قد شاء أن يراك قتيلا!
    فقال له ابن الحنفية: إنا لله وإنا إليه راجعون! فما معني حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج علي مثل هذه الحال؟
    فقال له: قد قال لي إن الله قد شاء أن يراهن سبايا
    لماذا شاء الله ذلك؟ لأن أحكام الله فوق الحسين وزينب وأم كلثوم "
    والحكاية تخالف أن لا أحد لا يعلم بموعد موته ولا بمكانه كما قال تعالى "
    "وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير"
    والغيب يعلمه الله وحده كما قال تعالى :
    "قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله"
    إذا لا يمكن للحسين أن يعلم بقتله ولا بأى شىء من الغيب ولو علم لفعل كما قال النبى(ص) :
    "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
    فلو علم الغيب لمنه السوء عنه نفسه فهل يمكن أن يخالف ما قاله النبى(ص) ؟
    ثم طرح الشيرازى سؤالا حاول أن يجيب عليه فقال:
    "هل أنت أفقه من الإمام صاحب الزمان؟!
    أما من يقول إن إخراج الدم علي الإمام الحسين حرام فنقول له: هل أنت أفقه أم صاحب الزمان ؟! وهو الذي يخاطب جده الحسين بقوله في زيارة الناحية المقدسة: لأندبنك صباحا ومساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما فهل الدم الذي يخرج من العين أخطر أم الدم الذي يخرج من الرأس بالتطبير أو من الظهر بالسلاسل أو من الصدر باللطم؟ أم أن الإمام الحجة حاشاه- لا يعرف أن هذا العمل حرام ويعلمه فلان من الناس؟!
    لقد نطحت زينب رأسها بمقدم المحمل حتي سال الدم من تحت قناعها فهل فعلت زينب حراما؟ ولماذا لم تندهش من فعلها؟"
    الشيرازى ما زال يستشهد بالروايات مبتعدا عن كتاب الله فبدلا من أن يحرم الحرج على الناس وهو الجرح وتقطيع الملابس وتلويثها بدون فائدة بدلا من أن يطلب منهم أن يأخذوا حق الحسين بقتل الأعداء يطالبهم بضرب أنفسهم وإضرارها
    وبدلا من أن يقول أن الناس فى عصرنا وما قبله حتى بعد عصر القتل لا ذنب لهم لأنهم لم يقتلوا الرجل ولا جنوده يحملهم ذنب قتله حيث مطلوب منهم أن يندموا على ذنب لم يفعلوه وفعله الأعداء وبدلا من عقاب الأعداء نعاقب أنفسنا فأى منطق هذا مع قوله تعالى :
    "ولا تزر وازرة وزر أخرى"
    ثم حدثنا عن تسليط الناس على أنفسهم فقال:
    "الناس مسلطون علي أنفسهم
    هناك حريتان موجودتان في الإسلام؛ حرية الفكر حيث يقول تعالي: "لا إكراه في الدين" وحرية العمل؛ للقاعدة المسلمة لدي الفقهاء «الناس مسلطون علي أنفسهم» ولقول رسول الله (ص)الذي أجمع المسلمون علي نقله وهو: الناس مسلطون علي أموالهم يتصرفون فيها بما يشاؤون أما الإضرار بالنفس فليس حراما في الإسلام إلا في موضعين واسألوا عن ذلك جميع الفقهاء؛ الموقع الأول هو الانتحار فهذا غير جائز في الإسلام، واستدل الفقهاء عليه بالآية الكريمة: "ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة" ، وإن كانت في سياق آيات الجهاد لكن استدل الفقهاء بها؛ لاستدلال الأئمة بها في هذا المعني وكذلك لقوله تعالي: "ولا تقتلوا أنفسكم"
    الموقع الثاني المستثني من جواز الإضرار بالنفس هو أن يتلف الإنسان أحد أعضائه أو إحدي قواه فلا يجوز للإنسان أن يعمي عينه أو يصم أذنه أو يقطع أنملة من أنامله هكذا عبثا وليس لعملية جراحية في ضرورة من الضرورات
    كما لا يجوز للإنسان أن يشل قوة من قواه كالمرأة تقلع رحمها أو تشرب دواء يمنعها عن الإنجاب نهائيا - أما إذا كان شل القوة لفترة معينة فقال العلماء بجوازها - وكذلك الحال بالنسبة للرجل
    أجل إن الإضرار بالغير غير جائز حتي لو كان بمقدار عود ثقاب، ولقد روي عن رسول الله (ص)قوله: ألا وإن الله عز وجل سائلكم عن أعمالكم حتي عن مس أحدكم ثوب أخيه بأصبعه ، فلو أن أخاك جلس إلي جانبك ووضعت طرف ثوبه بين إصبعين من أصابعك تريد أن تعرف نوع القماش مثلا وهو لا يعلم، فإن ذلك لا يجوز لك إن كنت تعلم أنه لا يرضي، ولسوف تسأل عن ذلك يوم القيامة بل يقول الفقهاء إن الإنسان مسؤول عن مثل هذا التصرف - لو كان غصبا - حتي مع زوجته كما لو كانت تستحي من ذلك ولا ترضي مثلا؛ فإن حق الرجل علي الزوجة لا يتعدي أمرين هما: الفراش وخروجها من البيت بإذنه، وليس له وراءهما أي حق عليها بعد ذلك، ولا يجوز له أن يلحق بها أدني ضرر
    أما الإضرار بالنفس فكما قلنا هو جائز إلا في موردين هما قتل النفس أو تلف أحد الأعضاء أو القوي فهاهم الناس والتجار يسافرون في الحر والبرد وهم يتعرضون للأخطار وربما قللوا من نومهم أو غذائهم وربما مرضوا وهم في الفلك، وعلي هذا جرت سنة الناس ولم يبلغنا أن الأئمة منعوا أحدا رغم وجود احتمال للغرق والموت - غير الغالب طبعا – ولم ينه الفقهاء عن الضرر البالغ كالتدخين مثلا، فمع أن الأطباء مجمعون علي أن التدخين مضر بصحة الإنسان فهل سمعتم أن فقيها أفتي بحرمة التدخين؟ كلا بالطبع لأنه لا دليل لهم علي الحرمة بل الأصل «إن الناس مسلطون علي أنفسهم»
    ومثل التدخين إدخال الطعام علي الطعام والنوم بعد الأكل مباشرة وأمور كثيرة أخري من هذا القبيل، واكتفي الشرع بكراهتها ولم يقل بحرمتها إلا في الاستثناءين المذكورين آنفا، وما ذلك إلا لأن الناس مسلطون علي أنفسهم ولو كانت أحكام الله تعالي بيد الناس لأفتي كل واحد بها حسب أهوائه وتصوراته، ولانمحي الإسلام الذي بين أيدينا اليوم ولأصبح شيئا ثانيا! لكن جهاد المصطفي (ص)وإخلاصه في تبليغ ما أمر المولي تعالي به، وكذلك دماء أهل البيت سلام الله عليهم التي أريقت في سبيل ديمومة أحكام الله تعالي قد أبقتا علي الدين حيا نابضا إلي اليوم
    إذن لو سئل أحد عن مسألة ولم يكن من أهل الاختصاص فعليه أن يحيل سائله إلي المجتهد الجامع للشرائط أو أن يسأله بنفسه وينقل عنه جوابه إليه، ولا يحق حتي لوكيل المجتهد أن يجيب من عند نفسه، بل عليه أن ينقل رأي مرجع التقليد فهو الحجة علينا، وقد علمنا كم يبذل المجتهدون من الوقت والجهد للوصول إلي استنباط حكم من أحكام الله تعالي، وربما لا يتوصلون إليه فيعملون بالاحتياط ولا يفتون "
    هذا الكلام الذى قاله الشيرازى يحسب عليه هو والفقهاء فالشرع حرم إضرار النفس والتدخين محرم لأنه حرج فالناس يضرون صحتهم وهو حرج وهم يشعلون النار فى أموالهم وهو سفه ويحرمون اولادهم من ضروريات الحياة حتى يلتذوا بالتدخين
    الله وضع القاعدة وهى أنه لم يفرض حرج أى أذى علم مسلم فقال:
    "وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
    زد على هذا ما الفائدة من تلك العملية التى تجرى مرارا وتكرارا هل جلبت نصرا هل هزمت العدو هل نصرت الحسين أو غيره فعلا عن طريق تحكيم الحق فى الناس؟
    ثم كرر الرجل كلامه تحت عنوان أخر فقال :
    "لم يفت مجتهد بحرمة أي من الشعائر الحسينية
    الأمر الآخر الذي ينبغي أن لا ننساه هو أن أيا من الشعائر الحسينية المعهودة لم يفت مجتهد بحرمتها، بل الفقهاء قاطبة أفتوا بجوازها بل استحبابها؛ فلا يجوز لغير الفقيه أن يفتي من عند نفسه بحرمة شيء منها، فيقول مثلا: إن اللطم علي الحسين أو التطبير أو التشبيه أو ضرب السلاسل حرام لأن فيها ممارسة لإيذاء الإنسان نفسه، مع أن كل هذه الممارسات لا تصل إلي حد خروج الدم من عين الإنسان، والإمام الحجة يمارسه، فلست أنا ولا أنت ولا غيرنا أفقه من صاحب الزمان ، وكلام غير المجتهدين ليس بحجة ولا يصح الأخذ به ولا يجوز نقله شرعا "
    الغريب فى الفقرة السابقة أن الإمام الحجة الغائب وضع تحت الغائب ألف خط يمارس اللطم والتطبير وما شابه السؤال من رآه ؟
    قطعا اسمه الغائب وهو الذى لم يره أحد فكيف نقوا أنه مارسه ونحن لم نشاهده لا نحن ولا غيرنا
    وما أعلمه من كلام الشيعة أن العديد منهم حرم تلك الأمور كعلى شريعتى والغريب أن لا أحد يرى الفقهاء يقومون بتلك العمليات فهل الفتوى لغيرهم ومحرمة عليهم؟
    وأنقل هنا من كتاب على شريعتى ( التشيع العلوي والتشيع الصفوي من صفحة 207-212) ما قاله فى الموضوع مع الاختصار:
    ((استطاعت الصفوية ان تنقل الوجود الشيعي من قعر السجون والمطامير وترفعه الى سدة الحكم...فلقد استحدث منصب وزاري جديد باسم (وزير الشعائر الحسنية ) وقد قام هذا الوزير بجلب اول هدايا الغرب لايران وذلك في غضون القرنين السادس عثر والسابع عشر ... ذهب (وزير الشعائر الحسنية) الى اوربا الشرقية وكانت تربطها بالدولة الصفوية روابط حميمية يكتنفها الغموض واجرى هناك تحقيقات ودراسات واسعة حول المراسيم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية (المسيحية) واساليب احياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى انماط الديكورات التي تزين بها الكنائس في تلك المناسبات. واقتبس تلكم المراسيم والطقوس وجاء بها الى ايران حيث استعان ببعض الملالي لاجراء بعض التعديلات عليها لكي تصبح صالحة في استخدامها في المناسبات الشيعية وبما يتسق مع الاعراف والتقاليد الوطنية والمذهبية في ايران مما ادى بالتالي الى ظهور موجة جديدة من الطقوس لم يعهد لها سابقة في الفلكور الشعبي الايراني ولا في الشعائر الدينية الاسلامية ومن بين تلك المراسيم ( النعش الرمزي ) والضرب بالزنجيل والاثفال والتطبير واستخدام الالات الموسيقية واطوار جديدة من قراء المجالس الحسينية جماعة وفرادى ...كل ذلك تحت عنوان (بيشن ) اي المصائب وهو مصطلح يطلق على مجموع هذه المراسيم التي اقتبسها الصفويون وادخلوها الى التاريخ الشيعي لتصبح جزءا من الهوية الشيعية وتستخدم في تجسيد المصائب التي تعرض لها ال البيت والزهراء والامام الحسين واهل بيته واصحابه جدير ذكره ان مراسيم اللطم والزنجيل والتطبير ووحمل الاثقال مازالت تمارس سنويا في ذكرى (استشهاد المسيح ) في منطقة ( لوردير ) وعلى الرغم من هذه المراسيم دخيلة على المذهب وتعتبر مرفوضة من وجهة نظر اسلامية ولم تحظ بتأييد العلماء الحقيقيين بل ان كثيرا منهم عارضوها بصراحة لأنها لا تنسجم مع موازين الشرع ومع ذلك فإنها مازالت تمارس على قدم وساق منذ قرنين او ثلاثة مما يثير الشكوك حول منشئها ومصدر الترويج لها ويؤكد ان هذه المراسيم تجري بارادة سياسية لا دينية ...انني اعتقد ان ما هو معروف اليوم من ان العلماء والمجتهدين وفقهاء الشيعة يستنكفون من ارتقاء منبر الخطابة والتبليغ ويتجنبون الدخول في احاديث التكايا والمحافل الاجتماعية والدينية يعود الى ادراكهم لحقيقة ان هذه المظاهر هي مظاهرة صنيعة الحكم الصفوي وان هذه المنابر كانت تستمد قوتها من الموقف السياسي لا الديني والدليل على ذلك ان هذه المراسيم عادة ما تنطوي على افعال وممارسات لا تنسجم مع الشرع أو السنة .. فبرغم القدسية التي يكنها الانسان المسلم والشيعي على وجه الخصوص للائمة واهل بيت النبي وخاصة ال البيت نجد مراسيم التشبيه تنطوي على اساءات صارخة من قبيل ان رجلا يمثل دور سكينة او زينب كما يتم استخدام الموسيقى على نطاق واسع رغم ما فيها من كراهة او حرمة لدى العلماء ولاشك ان هذه المظاهر مقتبسة من (النصارى ) حيث توجد لديهم ممارسات وطقوس دينية مماثلة من قبل ( الرجال السبعة الشهداء ) او (الميراكل ) مضافا الى تشييع رمزي لنعش عيسى مصلوبا وهبوطه وعروجه ونحو ذلك اما النوائح التي تؤدى بشكل جماعي فهي تجسيد دقيق لمراسيم مشابهة تؤدى في الكنائس ويطلق عليها اسم (كر ) كما ان الستائر ذلت اللون الاسود التي توشح بها ابواب واعمدة المساجد والتكايا والحسينيات وغالبا ما تطرز باشعار جودي ومحتشم هي مرآة عاكسة بالضبط لستائر الكنيسة مضافا الى مراسيم التمثيل لوقائع وشخصيات كربلاء حيث تحاكي مظاهر مماثلة تقام في الكنائس ايضا وكذلك عملية تصوير الاشخاص على رغم كراهة ذلك في مذهبنا. حتى هالة النور التي توضع على رأس صور الائمة واهل البيت هي مظهر مقتبس ايضا وربما امتدت جذوره الى طقوس موروثة عن قصص (ايزد ويزدان ) وغيرها من المعتقدات الزرداشتية في ايران القديمة .. ...وقد بلغت هذه المظاهر حدا من السذاجة ان الاقتباس يتم بصورة حرفية دون أدنى تغيير حتى ان بعض المظاهر تنطوي على رفع علامة الصليب وقد انطلت هذه المسالة على الصفويين فاستوردوها من هناك وجاءوا بها الى ايران كما هي ولذلك نرى ان بعض الجوقات يتقدمها ما يسمى ب (الجريدة ) وهي شىء يشبه الصليب وكان بعينه يستخدم في جوقات العزاء المسيحية ولا يعرف احد مغزى ذلك من البسطاء الشيعة حتى حاملوا هذه (الجريدة ) لا يدركون السبب في حملهم اياها . ...ويجدر الاشارة الى ان (الجريدة ) ليست تقليدا للصليب بالشكل فحسب يل ان اسمها كذلك يعود تاريخيا الى اسم الصليب ... ونظرا لان المساجد لم تكن مكانا مناسبا لقبول مثل هذه البهارج فقد استحدث بناء جديد يطلق عليه التكية وأصبح فيا بعد مركزا لتسويق مثل هذه الامور الغريبة على الدين والمذهب )).
    ومن فقهاء الشيعة الذين حرموا التطبير محمد حسين فضل الله حيث قال فى احدى فتاويه" التطبير حرام لكونه من مصاديق الإضرار بالبدن، وهو غير جائز مطلقاً على رأينا سواء أدى إلى التهلكة أو لم يؤد إلى ذلك، وعندئذ فما دام محرماً فلا يمكن جعله من الشعائر الدينية أو الحسينية ولاسيما إذا كان مسيئاً للمذهب أيضاً فسوف تشتد الحرمة وتتأكد"
    يمكن قراءة الفتوى على الرابط التالي: http://arabic.bayynat.org.lb/marjaa/qa.aspx?id=119
    وكتب الكاتب رشيد حميد السراى على صفحته على الفيس بوك:
    "يُنقل عن الشيخ مرتضى المطهري في كتابه "الجذب والدفع في شخصية الإمام علي(ع)" ص165 قوله "إن التطبير والطبل عادات ومراسم جاءتنا من أرثوذكس القفقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم"والقفقاز أو القفقاس أو القوقاز هي منطقة بين أوربا واسيا وتعتبر من مناطق أوربا الشرقية.وهو بهذا يحدد أن مصدر الاقتباس مسيحي ولكنه لم يحدد متى وكيف تم الاقتباس؟.
    وهناك كلام مشابه للسيد حسن الأمين كما ينقل عنه احمد العامري الناصري في كتابه "التطبير تاريخه وقصصه" ص31 حيث يقول "تناول المؤرخ المعروف السيد حسن الأمين ظاهرة التطبير التي تقام ضمن الشعائر الحسينية في العاشر من محرم الحرام حيث قال: هناك قولاً يقول بان التطبير بدأ في عهد الصفويين ، والشيء الذي قد يكون معقولاً هو انه كان في بلاد ((القفقاس)) مسيحيون يقومون بتعذيب جسدهم فداءً بالسيد المسيح،وكان في القفقاس عدد قليل من الشيعة نقلوه إلى إيران عندما كانوا يذهبون لزيارة ضريح الإمام علي بن موسا الرضا "
    ومن ثم لا أصل لتلك الشعائر حتى فى كتب الشيعة القديمة

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 24 نوفمبر 2024 - 16:05